الفلاح تيفي : مصطفى فائج
تعتبر زراعة الذرة في المغرب إحدى الركائز الأساسية للأمن الغذائي الوطني. فهذا المحصول الحيوي لا يزال يساهم بشكل كبير في تلبية الطلب المحلي على الحبوب والأعلاف. ولكن، هناك تحديات متنوعة تواجه هذا القطاع الزراعي المهم والتي تستدعي تكاتف الجهود للنهوض به وتطوير آفاقه المستقبلية.
تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بهذا المحصول نحو 350 ألف هكتار. وتتركز زراعة الذرة بشكل أساسي في المناطق الشمالية والوسطى من البلاد، والتي تتميز بتربة خصبة وظروف مناخية مناسبة لهذه الزراعة.
وتشير الإحصائيات إلى أن إنتاجية الذرة في المغرب تتراوح بين 30 إلى 50 قنطار في الهكتار الواحد، وهي نسبة جيدة مقارنة بالمتوسط العالمي. ومع ذلك، هناك العديد من التحديات التي تواجه هذا القطاع والتي تحد من إمكانات النمو والتطور.
من أبرز التحديات التي تواجه زراعة الذرة في المغرب:
- ندرة المياه والجفاف: يعتبر نقص المياه وتغير المناخ من أهم التحديات التي تؤثر على إنتاجية الذرة، خاصة في ظل اعتماد معظم الفلاحين على مصادر المياه السطحية والجوفية.
- الآفات والأمراض النباتية: تشكل الحشرات والفطريات، تهديدًا كبيرًا لمحصول الذرة وتؤدي إلى خسائر كبيرة في الإنتاج.
- محدودية الآليات الزراعية: يعاني قطاع زراعة الذرة من ندرة الآليات والمعدات الزراعية الحديثة، مما يؤثر على كفاءة العمليات الزراعية والحصاد.
- ارتفاع تكاليف المدخلات: تعتبر تكاليف المدخلات الزراعية كالأسمدة والبذور والمبيدات مرتفعة نسبيًا، مما يشكل عبئًا إضافيًا على الفلاحين.
- التسويق والبنية التحتية: يواجه الفلاح صعوبات في تسويق محصوله بسبب نقص البنية التحتية اللوجستية والتخزينية المناسبة.
على الرغم من هذه التحديات، هناك العديد من الفرص الواعدة لتطوير زراعة الذرة في المغرب، ومنها:
- برامج الدعم الحكومي: توفر الحكومة المغربية برامج دعم واستثمارات كبيرة في مجال الزراعة، بما في ذلك تحسين البنية التحتية وتوفير التقنيات الحديثة للفلاحين.
- البحث والتطوير: يتزايد التركيز على البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في مجال زراعة الذرة، مما سيساهم في تحسين إنتاجيتها وجودتها.
- التكيف مع تغير المناخ: تبذل الجهود لتطوير أصناف أكثر مقاومة للجفاف والظروف المناخية المتغيرة، بالإضافة إلى تعزيز ممارسات الفلاحة المستدامة.